صابرين بالحجاب ومن دونه : النار لا تحرق مؤمناً
آثرت صابرين أن تنضم طوعا إلى قائمة الفنانات المثيرات للجدل, أولا عندما التحقت بقافلة المعتزلات المحتجبات, قبل أن تدهش الجميع بعودتها عن اعتزال الفن مع الإبقاء على نوع من الحجاب, كاشفةً عن سر ذلك التحول المفاجئ, بأنها تسرعت في قرارها على حد قولها.
الآن تخوض صابرين في رمال متحركة حقيقية, بعد أن ظهرت في مشاهد من المسلسل الجديد "سامحني يا زمن" وقد خلعت حجاب رأسها مرتدية شعراً مستعاراً - "باروكة" .. زاعمة أن هذا لن ينتقص من مكانتها كمحجبة.
وهكذا تصر الجميلة ذات الملامح البريئة صابرين, على أن تبقى في دائرة الضوء, سواء بموهبتها التي لا يختلف عليها اثنان, أو بقراراتها المتضاربة التي كثيرا ما تثير الجدل على الساحة الفنية.
المزيد من الإثارة في سطور الحوار التالي:
ألا تخشين الاحتراق فنيا في ظل تعدد ظهورك دراميا من خلال أكثر من مسلسل في شهر رمضان?
(ردت ضاحكة وبسرعة): "لا تخاف .. النار ما تحرقش مؤمن", واسترسلت بقولها, الحقيقة إن ظهوري في أكثر من عمل درامي في أهم موسم فني على مدار العام, يعد شهادة نجاح, من جانب المنتجين ومن قبلهم الجمهور الذي تفاعل مع أعمالي الفنية التي سبق وقدمتها خلال المواسم الماضية, بعد عودتي لممارسة حياتي الطبيعية كفنانة, ومن جهة أخرى فقد كانت كل السيناريوهات التي وافقت عليها من الصعب, أن أرفضها, لأن كل شخصية منها تحمل ملمحا جديدا تماما بالنسبة لشخصيتي الفنية, وبالتالي فهي من وجهة نظري ليست مغامرة خطرة , أن أظهر في أكثر من عمل واحد في شهر رمضان, ولكنها أقرب إلى مغامرة لذيذة أستبشر خيرا بعواقبها, كما ان مسلسل "سامحني يازمن" لن يعرض في مصر انما حصريا لتلفزيون الأردن.
تعرضتِّ لهجوم شرس في أعقاب ما وصفه البعض بتخلَّيكِ عن الحجاب من أجل المال, تعليقا على مشاهدك التي أديتها مرتدية "باروكة" في مسلسل "سامحني يا زمن", فما ردك على هذا الهجوم.
لقد قلتُها من قبل وأقولها لك الآن, ليس من حق فرد - حتى لو كان هذا الفرد عالما من علماء الدين - أن يحاسبني على ما أفعل مادمت على يقين من أنه الصواب, لأني أحترم نفسي تماما, كما أن تصرفاتي نابعة عن قناعة تامة, وليس من حق كائن من كان أن يفرض وصايته عليَّ, ثم أنني لم أقبل هذا العمل أو غيره من أجل المال كما يزعم البعض, فأنا وزوجي الأميركي الجنسية ميسوران ماديا والحمد لله, والحقيقة أنني قبلت الظهور في هذا العمل من أجل ترسيخ مفهوم التوبة من بعد المعصية, حيث يتطلب دوري في البداية الظهور كامرأة سيئة السمعة, تتاجر في المخدرات وتقيم علاقات مشبوهة مع الكثير من الرجال, ثم تدور الأحداث إلى أن تتوب إلى الله - فكيف تتصور أن أؤدي دورا كهذا وأنا مرتدية الحجاب? إنني إن فعلت ذلك, أكون قد خدعت نفسي قبل أن أخدع المشاهدين, ثم أنا أصلا لم أخلع الحجاب لكي يسعى البعض لاتهامي بأنني أهنت الحجاب.
ألا تخشين أن تتأثر جماهيريتك بالانتقادات التي قد يتداولها الناس ضد موقفك هذا?
دعني أقول إنني متأكدة من أن جمهوري لن يتخلى عنى, ببساطة لأنني لم أخطئ في حق الله ولا في حقهم, كما أنني أيضا من حقي أن أحافظ على مصداقيتي تجاه مهنتي كفنانة بالأساس.
ألا تعتقدين أن قبولك الظهور في دور امرأة متعددة العلاقات وتتاجر في المخدرات, قد يشجع أخريات من المحجبات على القيام بأدوار تعرضهن لاتهامات بالإساءة إلى الدين, كأن يظهرْنَ - مثلا - بالمايوه في أول الفيلم ثم يظهرن بالحجاب في آخره, بدعوى المصداقية?!
لست مسؤولة عما يفعله غيري, كما أنني لا أظن أن الدور الذي قمت به في مسلسل "سامحني يا زمن" يمكن أن يتكرر كثيرا أو أن يتحول إلى ظاهرة, لأنه استثنائي للغاية, كما أن عدد المحجبات من زميلاتي الفنانات قليل للغاية, فمِمَّ الخوف إذن?.. ولا تنس أني سبق وأن رفضت القيام بأدوار كثيرة كانت فعلا تسيء لحجابي, منها دور فتاة ليل على سبيل المثال, وكذلك فأنا لا يمكن أن أقبل التعاون مع مخرجة متخصصة في الأفلام المبتذلة.
قدمت مؤخرا دور البطولة في المسرحية الناجحة "خالتي صفية والدير", التي تناقش قضية الفتنة الطائفية في مصر, فهل اختارك الدور أم كنتِ أنت من اخترتِه?التقينا في منتصف الطريق.. فقد سبق أن قرأت رائعة الروائي الكبير بهاء طاهر منذ سنوات طويلة, وعندما رُشحت للدور من جانب المخرج الشاب محمد مرسي, شعرت وكأن الدور مكتوب خصيصا من أجلي, وأظن أنه ليس هناك أفضل من المرحلة الحالية كتوقيت لمثل هذا العرض المسرحي الذي يحاول إنعاش ذاكرة المصريين ويؤكد أنهم نسيج واحد وأن تاريخنا لم يعرف أبدا مقولة هذا مسلم وهذا قبطي, وإذا كنت قد دخلت بأقدامي إلى هذه المنطقة الشائكة - كما تقول - فأنا مستعدة للمزيد من الخطوات في المسار ذاته باعتبار أن هذا جزء من دوري كفنانة تجاه المجتمع الذي أحتضنه ويحتضني.
سبق لك تقديم الكثير من الأدوار للسينما والتلفزيون .. فما هو الدور الذي تحلمين بتقديمه?
سأكشف لك عن سر أعلنه لأول مرة, عندما أقول إنني أبحث حاليا عن دور كوميدي هادف, أخاطب من خلاله المواطن المصري البسيط الذي يواجه أزماته الطاحنة بخفة دم لا مثيل لها, وصدقني بمجرد أن أعثر على هذا الدور "هاكلبش فيه" على الفور.
هل تشعرين بالرضا عن نفسك في ظل ما حققته من نجاح هذا العام, وظهورك في عدة أعمال ما بين المسرح والتلفزيون?
بالتأكيد أشعر بالكثير من الرضا لأن تعبي كفنانة لم يذهب هدرا, ولأنني استطعت الإمساك بالعصا من المنتصف, فلا أنا خسرت نفسي أو تنازلت عن قناعاتي الدينية, ولا أنا رفعت الراية البيضاء, بل واصلت العمل في مجال الفن الذي أعشقه, وأثبتُّ أني قادرة على النجاح سواء بغير حجاب أو بالحجاب.
هل هناك جديد خلال المرحلة المقبلة?
لقد قبلت ترشيحي لأداء دور أعتبره دور العمر كله, وهو دور "الشيماء" الذي يقوم بإنتاجه تلفزيون "الشارقة", وقد أبدى مسئوولوه اهتماما بالغا بإظهار هذا العمل في أبهى صورة ممكنة, بدليل الميزانية الضخمة التي تم رصدها من أجل انتاج المسلسل.
من الذي رشحك لهذا الدور?
الفنانة القديرة سميرة أحمد رشحتني لهذا الدور, الذي سبق أن قدمته في فيلمها السينمائي الشهير, أما عن سعادتي بهذا الاختيار من جانب تلك الفنانة القديرة,
فلا تَسَلْ.
No comments:
Post a Comment